القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة «سي السيد» الحقيقي: والده كان متزوجًا من 9 نساء وتوفيت زوجته أمينة عام 1985

في مارس 1962 كانت دور السينما على موعد مع استقبال فيلم «بين القصرين» كافتتاحية لأولى روايات الثلاثية التي ألفها الأديب الراحل نجيب محفوظ، وفيها لعب الفنان يحيى شاهين أشهر أدواره بتجسيده شخصية «السيد أحمد عبدالجواد»، والمعروفة بـ«سي السيد».

سي السيد" هو اختصار لاسم "السيد أحمد عبد الجواد" و "سي السيد" هي الشخصية الأشهر في الأدب العربي و هو الشخصية الرئيسية في ثلاثية نجيب محفوظ الرائعة (بين القصرين و قصر الشوق و السكرية) .

كأغلب الروايات التي دوّنها «محفوظ» كانت أحداثها مستقاة من حواري القاهرة الفاطمية، ومنها استوحى شخصية «سي السيد» الذي كشف تفاصيلها تحقيق منشور بمجلة «الشباب».

 الاسم الحقيقي لـ«سي السيد» هو عبدالجواد محمد سعيد، ومولود عام 1905 في شارع درب الأتراك الذي تغير مسماه لاحقًا إلى «الشيخ محمد عبده» خلف الجامع الأزهر، وكان يعمل بالعطارة.

وبالنسبة لوالده كان متزوجًا من 9 نساء أنجب من 3 منهن، وبناءً عليه كان لـ«سي السيد» أخ شقيق واحد أكبر منه، بينما بقية إخوته من أبيه يعيشون في صعيد مصر، وببلوغه سن 12 عامًا بدأ العمل مع والده في متجر العطارة المتواجد بشارع جوهر القائد في حي الحسين. 

ورغم أن «سي السيد» أنجب في أحداث الرواية 3 ذكور وبنتين إلا أنه على أرض الواقع أنجب ولدًا واحدًا يُدعى «محمد» و6 بنات، ولم يُقتل نجله كما كان مصير «فهمي» الذي جسد دوره الفنان الراحل صلاح قابيل، بل توفي بشكل طبيعي في الثمانينات من عمره.

وحسب المذكور في «الشباب»، نقلًا عن حوار قديم، روى الابن قبل وفاته أنه لا ينكر الكثير من ملامح شخصية والده التي ذكرها «محفوظ» في روايته، الذي عكس حزمه وشدته وقسوته فى بعض الأحيان، متابعًا: «فعلًا كان من الصعب عليّ وعلى إخواتي البنات التحدث إليه مباشرة فى أى موضوع، وكانت المهمة موكلة إلى والدتي السيدة أمينة».

وكشف الابن أنه لم يكن مسموحا لأي فرد في الأسرة الجلوس معه على طبلية واحدة، مردفًا أنه كان يتناول إفطاره وحده وما أن ينتهي يجلس الأبناء وأمهم.

رغم ذلك نفى «محمد» أن يكون لوالده علاقات نسائية، وبخصوص ذلك قال: «حياة المجون وليالي الحظ ومصاحبة العوالم كانت صفات لا تمت إلى الحقيقة، فكان رجلًا صالحًا ودائمًا ما يعقد حلقات الذكر داخل محل العطارة الخاص به حتى منتصف الليل، ويحضر هذه الحلقات كبار العلماء والشيوخ فى مصر وقتها مثل الشيخ محمد أبوالليل من علماء الأزهر الشريف، والمقرئون كذلك أمثال الشيخ البهتيمى والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ طه الفشنى والشيخ محمد الفيومى المنشد الدينى والشيخ عبدالباسط عبدالصمد».

 كان «سي السيد» صديقًا لكبار الكتاب والفنانين، وداوم على الجلوس معهم على مقهى الفيشاوى أو فى محل العطارة، وكان أبرزهم نجيب محفوظ وأنيس منصور ويوسف السباعي والمخرج حسن الإمام، وكذلك الفنان يحيى شاهين.


وعن تفاصيل اليوم العادي في حياة أسرة سي السيد الحقيقي يقول ابنه الحاج محمد في أحد الحوارات الصحفية : "كانت حياتنا منظمة ودقيقة جدا، فكانت أمي تستيقظ مبكرا لتحضر لأبي طربوشه وتساعده في لبسه عند خروجه لصلاة الفجر ثم تبدأ في اعداد طعام الإفطار حيث كان ابي يعود ليفطر بعد الصلاة ونكون نحن قد استيقظنا أنا وأخواتي فنقف أمامه ويجلس الى الطبلية وكنت أجلس معه أنا والبنتان الصغيرتان أما أخواتي الكبيرات فكن يأكلن بعده مع أمي، وبعد الافطار كان يذهب ليفتح الدكان، وبعد الظهر كان يعود الى البيت لتناول طعام الغداء وبنفس طريقة الافطار فلا تجلس البنات الكبيرات معه على المائدة، وبعد الغداء كان ينام لساعة او ساعتين ثم يستيقظ ليعود الى المحل ولم أكن أراه عند عودته ليلا ".

توفى سي السيد عبد الجواد في ٥ ديسمبر ١٩٥٥ ، أي قبل عام واحد من صدور الثلاثية، وكانت وفاته صدمة كبيرة لإبنه "محمد" ، فلم يحصل على التوجيهية واكتفى بالثقافة لكي يباشر تجارة والده ويزوج أخواته البنات .

ويذكر الحاج محمد أن نجيب محفوظ ظل يتردد عليه، وكانت زيارته الأخيرة لمحل عطارة "سي السيد" منذ اكثر من ١٧ عاما، تخللها عتاب بينهما عن الصفات التي أضافها على شخصية والده في الثلاثية، فقد وصفه بالمجون ومجالسته للعوالم، وهي صفات لا تمت إلى "سي السيد" الأصلي بصلة، فما كان من محفوظ إلا أن أجابه ضاحكاً : " الأكلة ما تحلاش من غير بهارات " !!!

أما بالنسبة لـ«أمينة» فكان اسمها مطابقًا للموجود على أرض الواقع، وتوفيت سنة 1985.

المصدر المصري اليوم

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

recent
التنقل السريع