في العصر المملوكي، جذبت المغنية «اتفاق» اهتمام الجميع في مصر، وكتب وسخّر المقريزي وابن حجر العسقلاني وجمال الدين بن تغري بردي، أقلامهم لكتابة أخبارها، حتى ارتفع شأنها في تلك الفترة وأصبحت مطلوبة داخل الأسرة الحاكمة.
حظيت «اتفاق» بحب 3 ملوك إخوة، من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون، وهم الملك الصالح إسماعيل، والملك الكامل شعبان، والملك المظفر حاجي.
وجاء التنافس بين الإخوة رغم أنها جارية حالكة السواد، اشترتها ضامنة المغاني بأقل من 400 درهم من مدينة بلبيس، وعلمتها ضرب العود، لكنها تمتعت بصوت طيب وتم تقديمها لبيت السلطان للغناء.
بذيوع صيتها، ولع بها الملك الصالح إسماعيل، خاصة أنه يحب الجاريات السوداوات، حتى تزوج بها وأنجبت منه ولدًا، ليخصها بالجواهر، حتى وافته المنية.
بوفاة زوجها، قضت «اتفاق» ليلة عند شقيقه الملك الكامل شعبان، وعرض عليها الزواج بعدها وبنى لها بيتًا طوله 42 ذراعًا، بتكلفة قدرها 95 ألف دينار.
ولم يهنأ «الكامل» بـ«اتفاق» كثيرًا، بعد أن انقلب عليه أخوه، الملك المظفر حاجي، وتزوج منها، و كانت تنام على فراش مكسو بـ 60 «ثوب أطلس حرير»، كما نثر عليها الذهب وأهداها 4 فصوص، و6 لؤلؤات ثمنها 4 آلاف دينار.
كل ما وفّره «المظفر» لـ«اتفاق» فتح باب الأقاويل حول سيطرتها على مقاليد الحكم، خاصةً أن السلطان كان يحبها بشدة، ومع خشيته من أن تنقلب عليه أمر بأن تخرج من القلعة مع بقية النساء.
المصدر المصري لايت