كبرت فتاة العائلة الصغيرة، ولفتت انتباهها أضواء المدينة الواسعة، وأبهرها العمل بالإذاعة، وبالرغم من اعتراضات الوالد والوالدة على العمل الفني والإعلامي، إلا أن شقيقتها «عواطف» شجعتها، فاستطاعت كريمة مختار أن تكون ممثلة في الإذاعة، وتقدم أعمالا متميزة جعلت شهرتها تزيد خاصة أن صوتها كان يشبه صوت النجمة المحبوبة فاتن حمامة.
تمسكت «كريمة» بتقاليد العائلة، فأصبحت أيامها تمر بين تواجدها في المنزل وتواجدها في الإذاعة، ورفضت التقرب والزواج من أي شاب، حتى إنها رفضت العديد من العرسان، لتقوم بالتركيز على عملها التي حصلت عليه بشق الأنفس.
رفضت «كريمة» الذهاب للحب، فاضطر لأن يأتي إليها برجليه، متمثلا في حبيبها نور الدمرداش، حيث التقى الشابان عام 1958 خلال مسلسل إذاعي بعنوان «عصابة الأيدي السوداء»، جسد خلاله الراحل نور الدمرداش شخصية أحد أفراد العصابة الشريرة، بينما كانت «كريمة» هي تلك الفتاة الطيبة التي لا ترضى بأفاعيل تلك العصابة.
بدأ الشاب الوسيم التودد من «كريمة»، وطلب الزواج منها ولكنها رفضت في البداية خوفا منه، حيث قالت خلال برنامج «آخر النهار» مع الإعلامي محمود سعد، على فضائية «النهار»، إنه كان «شاب شقي والبنات بتعاكسه»، لأنه كان يعمل ضابطا، وأعجبت به الكثير من الفتيات.
بعدما تعرفت عليه جيدا خلال العمل، وافقت، وقالت الفنانة كريمة مختار عن قصة زواجهما في أحد الحوارات الصحفية: «عندما تعرفت على (نور) وجدت أنه شخص محترم ومن أصل طيب ومواصفاته كلها مطابقة لتفكير عائلتى، فرحبت بطلبه للزواج منى، لكن لم يكن بيننا قصة حب، وبعد الزواج اكتشفت حقيقته الطيبة ومدى حبه لى وساعدنى كثيرًا على النجاح والاستمرار، لأنه لمس نجاحى في الفن وحب الجمهور لى وموهبتى الحقيقية».
بعد زواجهما، وقف «نور الدمرداش» بجانب حبيبته «كريمة»، فعندما قررت التمثيل على شاشات السينما والتليفزيون قاطعتها العائلة، ولكن بقي هو بجانبها يشجعها، حتى حصلت على العديد من الأدوار المتميزة، وأكملت مسيرتها الفنية بنجاح، وصالحتها عائلتها بعد ذلك.
أنجب الزوجين نور الدمرداش و كريمة مختار أربعة أبناء، وهم الإعلامي معتز الدمرداش، المخرج أحمد الدمرداش، المهندس شريف، بالإضافة إلى ابنة تُدعى «هبة».
الحياة الأسرية لم تمنع الزوجين "نور و كريمة" من العمل الفني سويا، حيث قدما مسلسل «الجنة العذراء» وهو العمل الأول الذي قامت كريمة مختار ببطولته من إخراج زوجها، قبل أن تعيد الكرّة مرة أخرى وتلعب دور البطولة في مسلسل «بنت الأيام» من إخراجه أيضا.
عاشا «نور وكريمة» سويا كل يوم من أيام حياتهما بسعادة إلى أن توفي نور الدمرداش في 7 فبراير عام 1994، وعاشت «كريمة» على ذكراه، حيث تحدثت عنه في جميع المناسبات، ولم تترك منزلهما يوما واحدا حتى توفاها الله ولحقت به في 12 يناير عام 2017.
تعليقات
إرسال تعليق